في يوم عند الطبيب

استيقظت يوم السبت بألم فظيع بضرسي العلوي أخبرت والدتي، ألقت نظرة سريعة وقالت لي: يجب عليك الذهاب إلى طبيب الأسنان حالا.لم يكن والدي بالبيت، كان في العمل. فذهبت مع أمي.في الطريق أبديت لأمي خوفي من طبيب الأسنان، فقد مر على آخر جلسة لي مع طبيبة الأسنان سنة وكانت مخيفة وذكراها سيئة، فقالت لي أمي: لا، يجب أن تكوني شجاعة وأيضا لن نذهب لتلك الطبيبة سآخذك إلى طبيب معروف كنت أذهب إليه ولم يكن يؤلم. رغم ذلك بقيت دقات كلبي تتسارع كأني قطة تلاحق فأرا. عندما وصلنا لم يكن هناك كثير من المرضى، كان هنالك شابان يقفان أمام الممرضة يجهزان موعدا لوالدهما وعجوز جالسة تتحدث إلى شابة في العشرينات من العمر، تشكو لها عن ابنها العاق فجلست والدتي معهما للحديث أما أنا فلم يجذبني ذلك الحديث الممل ، فجلست أنظر إلى الساعة في انتظار مصيري المحتوم. بعد حولي ربع ساعة، نادت الممرضة باسمي، فذهبت مع والدتي إلى غرفة الطبيب و خيالات تلك الأدوات الحادة لا تفارق تفكيري. دخلنا،رحب بي الطبيب كونها أول زيارة لي لكني لم أقتنع وبقي الرعب يسكنني كجني يرفض الاستسلام ، طلب الطبيب مني الجلوس على الأريكة و سلط علي ضوء و أمرني بالاسترخاء. أغمضت عيني و أنا أرتجف، صرت أرى صورة تلك الطبيبة المفزعة وهي تحمل في يدها تلك الأداة المرعبة، وإذا بي أحس بأداة حديدية تدخل إلى فمي وتطبق فكيها على ضرسي المسكين و تنزعه، و لكن هناك شيء غريب أنا لم أشعر بأي ألم، فتحت عيني ونهضت فأعطاني الطبيب قطعة من القطن لأضعها في فمي، وضعتها وخرجت بسرعة من غرفة التعذيب المخيفة إلى بر الأمان.